Monday, July 21, 2008

كرسـتـيـن




كانت سيده حمقاء
تدعى في شارعنا كرستين
ملامحها تدل على ضعفها
وصبر السنين
بيتها كان في اخر الحي
موحش وحزين
لم اراها يوماً تلبس شيئاً
غالياً و ثمين

كرستين ..
عمرها شارف على نهايه الخمسين
وعندما كانت تسير
تراها ابنته العشرين
تقفز هنا وتقفز هناك
وكأنها في حقل تين
ولها قط اسود قذر يلاحقها ..
هر سمين

كرستين
زوجها الحطاب هجرها منذ حين
كان يشرب الخمر
وعينيه تجحظ بالحنين
ويديه من تعب العمل تشققت
وفي اعاليها تسكن الشرايين
اضاع ماله في شرب الخمور
ضاع في غياب العناوين
وكرستين حزينه
تجتر الانين ..

كرستين ..
كانت رشيقه
كقوام الياسمين
وحركتها تبث في الارض العطاء
لا تتعب ولا تهدأ ولا تستكين
كرستين سكنت في حينا
حي كما احياء المسلمين
صوت الناس يتمازج
بصوت المؤذنين
وكرستين كانت تنصت لهم
ليست كباقي المسيحيين
اثرت الخشوع على نفسها
اثرت الركوع على الدين
غيرت دينها
ولم تغير اسم كرستين

كرستين ..
اليوم هدأت في دواخلها
ثورات البراكين
صمتت في اذنيها
صرخات المجانين
بقيت مقطوعه الاوصال
من الاهل والمقربين
اراها اليوم من دون احد
ليس لها سوى هر لعين
اترى ما زرعتي البارحه
اليوم بيديك تحصدين ؟
وفي رماد ما احترق بك
اليوم في الرماد تنفخين

كرستين ....
لا احد يعرف حالها
انشقت منذ زمن عن سرب الملايين
خذي من الدنيا ولا تتردي
فما اعطتك اكثر مما انتي تعطين
واذا جفت اوصالك لا تحزني
فعندك امطار تشرين
سترتوي الحقول من جديد
وستتفتح غداً حقول الياسمين
ولا يبقى في بال العناقيد
غير ماض ٍ حزين ..

No comments: