جلست صباحاً في ساعه مبكره من نهار يوم لا اتذكر اسمه ربما يكون سبت او خميس ؟؟
وبين تذكري وبين رغبتي بعدم التذكر عرفت انه يوم الجمعه بعد ان شاهدت ان ساحه السيارات التي في البنايه لاتزال تحتضن مئات السيارات
وان الناس لاتزال غارقه بنوم عميق وتصارع بسباتها المؤقت احلام وكوابيس
سحبت نفسي وذهبت الى المطبخ بعد ان نظرت من نافذه غرفتي الصغيره
ذلك الخصاص الذي ارى من خلاله النور وضياء الشمس
شاهدت سماء صافيه ونسمه هواء تنعش الروح ورطوبه خفيفه داعب جبهتي .. فتشجعت ان اجلس قليلاً في شرفتي وانا احتسي فنجان قهوتي الصباحيه
ذهب الى المطبخ بعدما ايقنت انني بحاجه الى كافيين ليعيد لي توازني بعد ليله البارحه التي اخذت مني من السهر ما اخذت ... ومن الارق ما اخذت
وانا في ظل الكلام مع نفسي يدي تلعب على اوتار الفناجين وتداعب اناملي البن ورائحه القهوه تغازل انفي الذي يعشق رائحتها
اعيش مع القهوه حاله من الرومانسيه كما لو اني اتغازل مع عشيقتي
اخذت فنجاني الصغير الابيض ذو الاطار الذهبي ... فنجاني الذي اعتدت ان لا احتسي قهوتي الا به ... فنحن على علاقه منذ فتره طويله وتربطنا ذكريات حميمه جداً ..
سحبت كرسي من مجموعه اصدقائه الكراسي واخذته جنباً .. من يدري ربما كنت اريد ان اسره سراً
فلم يتردد لحظه واتى معي طائعاً
جلسنا انا وهوه (الكرسي) وفنجان القهوه على حافه الشرفه واخذنا صوب منها
تأملنا حالنا ..
تأملنا الدنيا ..
لكل منا حكايه ولكل منا طرفه ولكل منا جرح ولكل منا فرح
كان الحديث مشوقاً ومتداخلا ً
الكرسي اول من بدأ الحديث .. وقال انا هنا منذ زمان بعيد ولا من احد يداعب جلستي انتظرت كثيراً ان يداعبني احد او يتعانق معي فالمكان يشع فراغاً ولا يسكنه احد انا تعبت وسأمت من البقاء هكذا ..
فرد عليه فنجان القهوه وقال ..
حالك احسن من حالي ايها الكرسي ذو اللون الابيض .. انته مفتقد للاخرين وتحن للقاء وتدعو العناق
اما انا مللت من الفراق ... كل يوم افترق واتمزق من الفراق
كل ما ياتي شخص وتداعبني انامل الاخرين اشعر بنشوه في جسدي الصغير اشم رائحه العطور وتغمرني شفاه من يلامسني
يقبلني كثيرا ويحسس بلسانه على جسدي الرقيق وبعد دقائق يتركني
ليأتي اخر ....
وانا بين هذا وذاك ... احترت في نفسي وفي حبي
لا يسعني ان افرح بالحب والقرب حتى اجد الفراق قد حصل ... ارهقني مشواري ..
وراح فنجان القهوه يذرف الدموع حتى سالت واحده خارج الفنجان ... حتى وصلت الى كف الصحن الذي حاول انهاء الحزن وقال انا اليد التي تجمع الدموع وانا المنديل الذي لا ينوي ان يفارقك ... ابتسم الفنجان وقال لقد ارحتني ... شكراَ
ومن هناك سمعنا صوت شيْ من البعيد ينادي ... واذا بكرسي يقول نحن اصدقائك لا تحزن يا صديقنا الكرسي فنحن كلنا ننتظر مثلك فالندعي لأنفسنا ان لا يأتي الشتاء ولا ينزل بنا البرد .. قبل ان يزورنا احد ..
سرحت كثيراً وتبسمت كثيراً
اخني الكلام الى البعيد ..
رأيت نفسي وعرفت حينها ... ان لا احد في الدنيا ليس لديه حزن او ضياع او افتقاد ..
الفقد فينا قبل ان يكون من الاخرين والغربه فينا قبل ان تكون من المنفى ..
والمسافات داخلنا قبل ان تكون اميال على الخرائط او على ارض الواقع
ايقنت حينها انني قد انهيت قهوتي وفنجاني قد انتهى وطعم البن العربي في فمي لايزال يتذوق
ارجعت الكرسي الى اصدقاءه
وغسلت فنجان القهوه بماء بارد لأطفئ لهيب اعصابه المحترقه وسلمته الى قدره المحتوم .. من يدري ربما اعود غداً لاتغازل معه ... او قد يأتي محب جديد ليتغازل معه بالخفاء ؟؟
وعدت الى مكاني كما بدأت ..
وهكذا انتهت حكايه ..
بيني وبين هاجسي وفكري الذي بدأ يمازج الخيال ..
تمت
No comments:
Post a Comment