العام الجديد

كتبت عن حالي ...
حتى فاق الكلام وصف حالي
كتبت عن مشاعري ..
حتى عجزت المفردات عن وصف مشاعري ..
فلست اعلم مالذي يحويني ويحتويني , ولست واصلاً للنجوم , و راكساً تحت التراب
اراني قشه معلقه مابين الارض والسماء
هل ياترى اني اعيش .. ام اني لست بحي ..
اليوم بدأ عام .. وفبل ساعه انتهى عام ..
ولست دارياً كغيري من البشر ..
ما ودعت وما استقبلت ؟
هل ودعت دمعه واستقبلت ابتسامات ,ام ودعت ابتسامه واستقبلت دموع
منذ الصباح ودموعي عاجزة عن التوقف والنزيف الصامت في الاحشاء مستمر السيل
وحزني على بلدي الجميل فاق الوصف والاحساس .
مشاعري متضاربه بين الحب والكره .. بين العطاء وبين البخل .. بين الرذله وبين العفاف ..
بين الطهر وبين قذارة المجتمع والناس .. بين كل ما هو جميل في نفسي وكل زاويه مضلمه في خفايا فكري وعقلي المريض
بين حبي لوطني وحزني العميق وبين صرخات الروح على واقع اليوم ..
لست ادري ما اكتب
فالضياع صار اسهل مئات المرات وطريق اللاعوده اصبح سهل المسير ولااني وصلت ولااني اريد الهدى ..
ظلال الماضي والسنولت القديمه يلاحقني اينما كنت .. مع أي كان من اصدقائي او اهلي او الاغراب الذين لا اعرفهم وتمدني صله القرابه او المعرفه بهم .
تأملت العام الماضي , الذي رحل عني قبيل ساعات قليله وتفقدت ايامه من احزانها ومأساتها ومعاناة اصدقائي وقهر امي وخراب بلدي وصعوبه عيش من احبهم في الدنيا وذبول ازهار حديقتي واحتراق نخله الجيران بلهيب النيران ... و ..و ... و .. ماذل لعد فقد اخطأ العد .
وكيف لي ان احصي خيبات الأمل ولحظات العمر التي تسرق منا احلى صورنا .. وتلك الابتسامات التي نراها على شفاه من يرق القلب لحديثهم ومن تدمع العيون من احزانهم ويفيض الخير والعطاء من كفوفهم ...
عام مضى .. وعام اتى .. وكل ما حولنا تغير نحو الهاويه وتقدم خطوات في طريق الانحدار وانا واقف مكاني .. لست بمتقدم و انا منحدر مع الزمان الى قعر الدنيا ..
ودعنا عام .. ودفنا معه احلى ساعاتنا التي لا نسترجعها ابداً فوداعاً ..
يا ايام سلبتني الراحه والامان واقلقتني واثارت من حولي الغبار .
وداعاً الى ساعات الزمن الجميل والعمر البخيل والوقت الذي مر ولم احقق به طموحي او افتح من خلاله حلمي السرمدي ...
حقيبتي معي .. وامتعه العام الجديد في جعبتي وانا راحل في طريق جديد اجمع من خلاله خيبات جديده وفشل جديد وحزن جديد على بلدي الجميل الذي نصبت مأتمه في قلبي منذ شهور ..
وداعاً يا احباء الروح
وداعاً ...