Thursday, July 10, 2008

همسات عبر المسافات






في حياة صامته كجثه هامده .. وايام طويله و ابواب موصده ونوافذ مغلقه لا يدخل من خلالها ضوء الشمس ولا نسمات الهواء الطليق ولا يغزو سكونها بركان مدمر وفيضان جارف وطوفان عتي ولا تتطاير ساعاتها بين عواصف وزوابع وامطار موسميه ..
في وقت كالذي يمر بي الان وانا استوطن منذ شهور في قعر حياتي الجديده .. حياتي التي دخلت بها ودخلت بي ولم نقاوم بعضنا .. ولم نقبل بعضنا ولم نستريح لبعضنا .. ولكنا دخلنا بحماقه وجنون ببعضنا .....
اليوم ومن بعد شهور طويله وايام عديده يدخل الى عالمي الفيضان .. يدخل عصر الخرافه ..
عصر الشموع .. والدموع ... عصر المحبه .. عصر السلام .. عصر غابات الجوز والسنديان .. عصر الخيزران .. والبيلسان .. عصري ... عصر الهذيان ....
انتظر ُ مجهول خفي يتربص بي على قارعه الطريق او في زحمه الشارع او على باب داري .. اتوجس منه حباً وشوقاً ورعباً ..
احد ٌ يأتي من البعيد ليدق على باب القلب .. ذلك الباب الموصد منذ زمن طويل بألف قيد وسلسله شخص اراه بمقلتي وهو يطرق على بابي بعذوبه ورقه وبهمس دافئ وسكينه لا متناهيه الحدود ..ليأتي صوته مستقراً هادراً كشلال عذب منحدر من اقاصي البعد ..
صوت يغزو بنبرتة ِ كل ماهو محسوس بداخلي ليداعب ما تبقى مني ومن نفحاتي ومن صغيرات افكاري وامنياتي .. صوت جارف كما مطر الشتاء الذي لا يقف عند حد او عائق
انتظر لحظه سماع انباءك الساره وانت تهمس في اذني كلماتك التي تبث بداخلي اسراب من الايمان والصبر وتدخل بجوفي السكينه والاطمئنان .. كلماتك وقصصك التي ينبعث منها عبق ندي ومفردات من ارض بلادي واخبار عن كل ما احن اليه .. صوتك الذي يختنق فيه الشوق واللهفه وحب المعرفه .. ذلك الصوت الذي ساتذكره ما حييت .. تلك النبره المميزه التي تمتزج فيها انفاسك العبقه وروائح بلادي ونسماته ِ ...
وهناك ومن اول كلماتنا .. تبدأ رحله الدوران في افقي وفي مداراتي وادور معك وتدور بي وتأخذنا محطات الحديث الى البعيد ويأخذنا الكلام الى ما نسينا من الماضي وما رحل من بين ايدينا يوماً ما .. وتسألني واسالك .. وندور وندور ...
يزورني هاتفك الليلي كضيف خفيف محب .. كما نسمه هواء دافئه في لحظه برد قارص كما موقد نار يشعل المكان في شتاء بارد .. حيت تأوي الناس لبعضها والاماكن لبعضها والاشياء لبعضها والاحبه لبعضهم .. حيث تلف اليدان اليدان ويختصر الجو كل شي بثواني ونعود وكأننا ومن سالف الزمان ومن غير هويه تعرفنا ونفر من ارواحنا وننكر ما ولدنا عليه وما بعثنا اليه وما كنا به ونتخلص من رواسب الملل واحساس الوحده المميت ونعود لنتذكر الزمان والمكان..
انا نسيت من زمان نعمه الاحساس .. وما عاد في ذهني غير فكره النسيان
حينما تتصل بي اشعر بيد تمتد نحوي تأخذني بقوه من يدي .. تسحبني .. تشدني .. تسند قامتي
اشعر بك كأب حنون يأخذ رأسي ويضعه على صدره الدافئ المتعب .. صدره الذي ارهقه عناء الماضي البغيض ..ذلك الصدر الذي يمحي بلحظات اكبر خيبات امالي وهمومي وتراكمات احزاني واوجاعي .. سؤالك عن حالي وعن ايامي كيف تسير ؟ وعني وكيف اعيش ؟
يقوي بداخلي ويعزز شعور الانتماء اليك ويبعد عن ذهني وساوس الغربه المريره ..
همساتك ايها الغريب كما عزف منفرد على اوتار كمان قديم اخر الصيف على شرفات الذكريات الجميله كما لحن بهي اسيح به الى عالمي الخرافي ...
عندما تناديني بأسمي اشعر بفرح غامر يأخذني من بين اوجاعي ليبشرني بنور جديد قد يطل على نوافذي يوماً ما ..
صرت اتحاور معك وأتناقش معك واراك طيفاً محلقاً بسمائي يخرج لي كما تخرج النسمات من حظن الوادي .. كما تتدرج الضخرات من اعالي الجبل .. اراك لآنك صرت واقعاً في ايام خلت من الاصدقاء والاوفياء والمحبين وسارقي الابتسامه من بحر دموعي ..
فقد اراك والتقيك ويجمعني الزمن بك ويهبنا العمر لحظات نحيا بها سويه ..والى ان يتحقق مطلبنا..
شكرا ً لهمساتك التي اينعت بداخلي ازهاري ومروجي وامطرت بي وارعدت بي وروت بي ما جففته ايامي الخوالي ..
شكرا ً لهمساتك التي تطل من نوافذ البعيد والمجهول والمستتر واللا مرئي واللا محسوس لتطرق على ابواب غربتي واملي طال امده في ساعات تمر بي في غربتي من غير لااحد ولا مؤنس ولا رفيق درب ..
دعني اراك صوتاً وصدى يتردد بأحشائي حتى اراك واقعاً حيا ً يوماً ما في دنيتي التي اسكنها وتسكنني ..
فكن معي .. كما سأكون معك ..

No comments: