سلام الى ارض العباد ..
من اين ابدا بالسلام ... والسلام قد اصبح كلمه سهله وبسيطه لا تروي عطش المشاعر وهيجان الحروف ... ولكن ما عساني ان اقول غير ..
سلام ٌ اليك يا دمشق ...
سلام ٌ اليك يا صديقتي ..
ايتها المسافره في دمي .. وراحله رغم ارادتي برحله بحريه بين القلب والشرايين
سلام ٌ اليك من محب ازلي .. من مغترب منذ الطفوله ..
من عاشق سكن حياتك بارادته .. وسكـنتي جوارحه رغما ً عنه ..
سلام ٌ اليك ِ يا غاليه ..
يا وطني البديل ويا منبع خيالي الخصب
سكنتك يا دمشق بعدما انقطع حبل وصالي في وطني .. بعدما جف ذلك الغصن الطري ..
بعدما رحلت عن بلادي قصرا ً .. بعدما سكن في داخل اوصاله النجيع ..
وحل به دمار الحرب .. وفتكت به ويلات القتل والتهجير .. وصواري الموت والخراب ..
رحلت ُ عنه مودعا ً .. بدعواتي وصلواتي ودعت باب بيتي وحديقتي .. وشارعي الذي احتوى حماقه الاعوام التي سكـنتها ..
اشتقت يا دمشق لموطني .. ولست ادري .. أأني مسكون به ؟ أم هو من استوطن حشاشه روحي وفكري ومعتقدي ؟؟
اشتقت اليك يا صغيرتي .. اشتقت لحاراتك العتيقعه ..
لزواياك الضيقه وشرفات الشبابيك المطله على ساحاتك القديمه
على شوارعك الململمه .. اشتـقـت لزحمه السير في طرقاتك وانا اتجول نهارا ً تحت شمس الشتاء الدافئه بين مناطق احببتها وسكـنتها ومشيت بها وحيدا ً مره ومع احباب الروح مرات عديده .
حنيني اخذني الى على تراثـك واصالتك العريقه التي يشع منها ضياء التاريخ القديم وعبق نسائمه التي ينبعث منها صوت الماضي وتفوح من مجالسها روائح الياسمين الدمشقي والفل الابيض الذي يزين شبابيك الفكر والاحساس وانا احتسي قهوتي العربيه في مكان ما من ارضك الطيبه .. ورائحه المكان تفوح نرجسا ً وقهوه اصيله يمتزج بها صوت كمان يعزف مقطوعه تعيد للنفس حنين لماضي قد رحل وتذكرنا بحبيب غادر حتى اللا عوده ..
كيف لي ان انسى بيت جبري وبيت ستي .. اللذان عشت بهما لحظات اروع ماتكون ..
حنيني يشدني يا دمشق اليك ِ يا وطني البديل .. ويا ارض وقفت معي وقفه شرف يوما ما ..
وطني الذي انتمي اليه من غير تصريح ولا هويه تثبت صلتي القويه به .. غير اني عربي ودمي لو امتزج مع العالم بأسره سيكون مختلفا لو امتزج بدمك .
كيف تغيرت تضاريسنا يا صديقتي .. بعدما كنت انتمي لوطني الاوحد .. صرت منتميا ً لكل البلاد التي جمعت حطامي .. انا ومن تغرب مثلي .. بعدما صرنا رمال منثوره على طول سواحل العالم .. تشردنا وتمزقنا .. وتحولنا شضايا ورماد ..كيف يا دمشق .. ان يصر العالم كله وطني .. واصبح انا سائحا ً في ارض العباد .
كل يوم ببلد ..
وكل يوم في طريق .. وكل يوم في محطه
محطات العمر قد طالت يا صديقتي .. وها انا ارحل كل مره طاويا ً بقدماي بقاع الكون واصلا ً حد الثريا .. واحساسي هنا يرقد تحت الثرى ..
اكتب اليك اليوم من بلاد جمعت الحب تحت طيات سمائها ومائها العذب ..
اكتب اليك من صمت موجع وحراره تشق الصدر وبركان الشوق الذي يثور كلما سمعت صوت الاحبه من خلال هاتفي الصغير ..
اكتب من المنفى ... من البعيد .. من المجهول الذي لا اعرف الى اين سيصل بي ؟؟
والى اين سيأخذني ؟؟
كل شيئ على ما هو .. لم اتغير .. لم تحرك بي ثوره ألحياة وفوضى البلاد سكوني .. بقيت كما انا وحيداً لم يختلف عندي الشعور ..
لاتحزني يا دمشق على ما فقدت ِ فكل يوم سيولد وسيأتي وسيتحضر الف ( علي )
سيأتيك ِ الف صبي والف صبيه يحملون في جوفهم معاناة من بلادهم .. يجرون الخوف والرعب والدمار والقمع والتشرد من بقاعهم التي كانت عامره بالخير والسلام والمحبه ..
سلام ُ اليك يا حبيبتي ..
ياليتك تردين السلام ..
سلام الى بيتنا هناك .. وذلك الكرسي الخشبي الذي طلما جلست عليه ادعو وانتحب المصير ..
سلام الى شرفتي الصغيره المطله على شارع طويل كثيرا مشيت فيه من غير هدى ..
الف تحيه لشرفتي التي صبرت وتحملت معي لحظات الغربه المريره وكانت شاهده على دموعي وهي تسيل عندما استذكر وطني الجريح .. عندما احن لنسمه بلادي ..
سلام ٌ لقاسيون وهوائه العذب وللضاحيه ولقدسيا ولساحه عرنوس مرورا ً بالحمرا والصالحيه وباب توما واليرموك ووووو ......
اه يا دمشق كم تسكنني التفاصيل وكم تشغلني ادق التضاريس
سلامات يا بلاد الشام ... سلامات من وادي النيل .. انقلها اليك ِ محمله باريج الورد ومعمده بماء النيل ومكلله بغصن الغار اعلقه تاجا ً على راسك الشامخ الذي طلما حاول الاخرين تنكيسه ..
سلام ُ الى جمعه الاحباب وليله سمر دمشقيه شتائيه تحت صوت المطر المنهمر على نوافذ البيوت متغازلاً مع حبات البرد التي تغطي شوارع المدينه وتكسيها بلون ابيض براق كما العروس ليله زفافها .
تحيه اجلال .. لقهوه امي ورائحه عطرها المفضل الذي يداعب انفاسي اول الصباح .. حينما تحتسي قهوتها الصباحيه وكانها تعزف مقطوعه الجمال مع اول ساعات النهار ..
سلام لخصلات شعرها الا شيب الذي مهما تمعنت به لا امل ولا اضجر ..
حنيني الى عذوبه الحرف الذي تنطق والكلمه التي تيقاطر منها الخير والحكمه والرأي السديد ..
سلام ٌ لقطتي البيضاء وهي تضحك ساخره من موقف غريب او من اكذوبه لا تصدق .. وهي تداعب بنظراتها تحركاتي وسكناتي .." سلام ٌ يا شقيقتي الحبيبه " يا ملاكي الجميل .
اتكفي كلمه سلامات ...؟
ام كثره الاشواق قد فاقت مشاعري ..؟
والله لو تجسدت .. بحروف .. لادمعت الاحياء والاموات
لمن ارسل تحياتي ... ؟
واللهفه والشوق مستتران خلف عبائه الصبر .. تحت غطاء التحمل .
كيف انسى لحظات اللقاء مع الاصحاب .. والحميميه التي كانت تجمعنا وتلفنا ..
أأأأأأه يا دمشق ...
لقد سكنتك ِ شهورا ً وسكنتني اعوام قادمه ..
ارسل اليك ِ من هنا ..
الف تحيه لكل فله دمشقيه .. وكل مصباح اضاء ليلك الجميل
ابعث شوقا ً طفوليا ً الى نوافيرك التي تعزف موسيقى الشعر والاحلام والرومانسيه ..
الى كل معلم وشاهد لايزال يعلو في فضائك ليبرهن عظمه تاريخك القديم ..
من هنا ..
من بلاد النيل .. من بلاد " ادخلوها بسلام امنين "
من بلاد لااعرف ان اعيش فيها بسلام من غير احبتي ووطني الحقيقي " حظن امي "
قد يأتي يوم واعود اليك فلا تغلقي ابواب حاراتك القديمه بوجهي ولا تنسي ان لديك محب ازلي يحن الى الرجوع اليك ِ دوما ً كما يحن الى تراب بلاده والى النخيل الذي يحف ضفاف دجله الخير .. وكل ذره من كيان ذلك الوطن المذبوح من الوريد الى الوريد ..
يحن الى بلاد السلام ...
أأأأأأأأه يا دار السلام ... اين السلام ؟
سيبقى حنيني اليك ِ كما حنيني الى وطني الاسير كما حنيني الى حظن امي وتراب قبر ابي
" رحمه الله "
سيبقى الحنين ما دمت حيا ً الى طفولتي واحباء الروح واصدقاء الخير والطيبه .. الذين رحلوا في طرق الدنيا من غير قرار او استقرار
الى كل من يتذكرهم قلبي ويسمو بحبهم
اليكم .. ومن كل ذره في كياني اقول
مشتاق حد الموت ..
ومتعطش حد اللا ارتواء
مع كل الود ..
No comments:
Post a Comment