رساله الي صديقتي المصريه
سيدتي الغاليه ....
أما بعد ..
ربما ..
حيثما ..
كيفما ..
ليتما ...
اينما كنا ... في أي زمن وفي اي طريق مجهول نسير وخطانا لا تعرف الدليل ولا تعرف الهدى ولا تدري انفسنا ما ستصادف غداً من وجع ومن فرح ومن مفارقات ولقائات نضحك بها ونبكي بها ونلعن ما فات ونتحسر على ما النا اليه في عوطفنا ...
قد لا نلتقي مجدداً وقد لا تجمعنا طاوله حوار ولكن سنظل نتحاور فيما بيننا بالوهم تاره وبالسراب تاره اخرى وقد نذبح بعضنا بالشعور وقد نثور وقد تغزو مفرداتنا كبريائنا ووهمنا المزيف الذي خنق بداخلنا الفرح واشاخ بجوفنا متعه الطفوله ولذه العيش الرغيد ...
قد تدهشكِ كلماتي وقد تضحكين من مفرداتي وتتصوريـن انني انتقيها من قاموس الكلمات ولكن حروفي كانت تود ان تبوح اليك بشـيـئ فهل تمنحينها بعض الوقت ؟؟
يا سيديتي ..
منذ زمن بعيد جدا بل من زمان قد لا اعرف كيف اصفه من عمق العمق ومن قعر الفكر ومن تشرذم الشكل والمضمون من وقت عسير مر بي ولم يمر وانا احاول ان اقف على ما هو هلامي الابعاد والحدود على ماهو غير مرئي ولا مسموع ولا محسوس لا في قراري العميق وفي لا عالمي الغريب الذي اعيش
واستوطن فيه كرحم لا انوي منه الخروج الى هذا العالم الذي يشع بريقاً مزيفاً وكذباً لا مجال لوصفهِ او ذكرهِ ترفعاً مني وليس شيئ اخر ..
من هذاك الوقت الذي مضى وانا لا انوي ان ادخلكِ به وانا اخشى على من يقتربون من اسواري من السقوط في شرك ما اسميه عالمي المجنون الممزوج بالحب المعجون بالغرابه فمن الطبيعي يا صغيرتي ان تنعتيني بصفات البرد والشده والعناد .. فمن عاش سنوات يصارع القدر بين ثنايا صدره وعقله قد تهون عليه باقي الرموز..
حاولتُ جاهداً ان اصد عن طريقك كل ماهو مؤذي وموجع ومقلق ومثير للجدل كي لا تغوصي باعماق التفكير بي وحتى لا تزوري بدموعك كبريائك المجروح ونفسكِ الضاله الباحثه عن الحب المزعوم الذي اوهمتِ نفسكِ انك تسكنين به ..
ربما كان حقيقا وربما كان شعاع نور توهمتِ انه ضياء الشمس .. او كان بريقاً خاطف بهر بداخلك الانثى وارضى بها الحس والدفئ والمشاعر ولحظه ما انسكب بداخلك سكر الطيب والحب وتدفق من بين ثناياك الشوق وعبق الاريج رحل ذلك الوهم مخلفاً ورائه انتكاسه العمر وجرح قد لا يندمل بسهوله.
لا تحزني ولا تنجرحي فانا مجروح اعمق واكثر وربما رجولتي قد تلوثت بغبار اللعب ورضيت بما حصل لي مصدقاً مقوله الذي ينزل الماء لا بد ان تترطب قدماه وانا دخلت معك عمق البحر وتدحرجتُ معكِ على شواطئ الايام فلا بد لي ان اتلوث بما حملتهُ لنا تلك الساعات من كل شيئ
فلا تحزني وسيري بخطى واثقه ولو التقيتي شخص اخر من بعدي فثقي انه بفضل دعائي على ان يرسل الله لكِ من يطيب جراحك وان يهون عليك عظيم بلاك ..
انا راحلٌ نحو المجهول فلا تقرعي ابواب داري ولا تزوري عتبه مكان جمعنا حتى لا تثيري غبار الذكريات في خبايا عقلك واستمتعي بما هو ات ...
شكرا لرب العاملين الذي اسلمتُ له ولمشيئته وما قدر الله وما شاء فعل ...
والى الوداع ...
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
No comments:
Post a Comment