عن ماذا اكتب..
ولمن اكتب ...
عن فرحي اكتب ..
عن انتصاراتي وحروبي اكتب..
وعن اساطير الخيال ومراكب الفكر اكتب
وعن ما هو لا مرئي ولا محسوس اكتب
اكتب لجيل من بعدي سيأتي , جيل ربما لا يكون من سلالتي
ولا من صلبي , ولا من ديني ومعتقدي
ولكن بماذا سيفيد ان اكتب لهم وهم ماعرفوا لذة العيش بعالمي
ولا رحلوا كالطيور في سماء الكون معي
لمن سأخلد حروفي من بعدي كي يقرأها ويتذكرني
وكيف سأكتب عن وجودك داخلي
وعن امتلاكك عرش مملكتي واخذ صولجان الحكم بيديك
وعن تحليقك المستمر فوق راسي كأسراب الحمام
وجهادك الدائم كي تشعرني بأني داخلك احيا ,
وفي خفاياك اسكن ,
وفي غدك القادم اقف كما الوتد ,
وبالمستقبل المجهول نسير معاً ,
سعيت ان تهبني لذة الاحساس واليقين بأني في انفاسك استوطن ,
وفي شرايين قلبك اتدفق مثل الدم
يا من احتويتني وضممتني كما تضم اصابعي هذا القلم
لقد زرعتني وروداً على شرفات عينيك
واطفأت بكلمات الخير كل حرائقي واشتعالاتي
تعودت سفني من بعدك ان تعود بعد ابحارها الى سواحلك وموانيك
فقد سلبت المرفا والشاطيء واخذت بجيبك الخرائط
فقل كيف الابحار وكيف الرحيل من غيرك
فلم يعد عندي دليل استرشد به
ولم تعد لدي طرق اسلكها
سوى تلك الطرق المؤديه اليك
ولست املك مياه ابحر بها
سوى شرايين قلبك ويديك
كنت كصدر امي الحبيب .. كنت الطيب والطبيب
لقد اجبرتني ان أوي الى احضانك وبكل ارادتي ازور صدرك الحنون
عندما احتاج الى ان ابكي واسدل ستارة الألم امام مرأة نفسي
عندما اكون متعطش لقطره حنان
عندما يتعب الضمير والفكر ويجهد القلب والوجدان
مرضي صار متعتاً حيثما جلست على مقعدك الخاص ورحت تقص لي انباء الاصدقاء
وتخبرني عن سلام الاحبه
وعن شوق الشمس وسؤال الضياء
وعن عصفور الشجر وعن قطتي الصفراء
كنت اسمعك فأرى الالم قد رحل مع مجيئك وصوتك
لم اخف في حياتي من ظلمي لأحد
وجدت فيك اعذاري وغفران ربي وراحه الدنيا
فلم اعد كيف اصد موجه العطاء ؟
فعطائك لغى وجود الشر في اواصري
عطائك استغل تقبلي وخطط لحرب عشواء ضدي
فرفعت الرايه البيضاء له واعلنت السلام معه ولكنه للاسف
رفض ....
فقررت ان احيا بسلام معك
صارت قضيتنا كبيره حد اللا حدود
غصت في اعماق القضيتنا وانصهر بها ولم اجد القرار
كان حبك عادياً وسطحياً اول مالتقينا ..
خفيفاً مثل أي شيء يأتي ويذهب وقت ما نشاء
ولكن ...
حبك اليوم ما عاد ذلك الطفل الصغير الذي يقتنع بقطعه حلوى
و بقي خفيفاً وسطحياً مثل مياة البرك
اصبح اليوم عنيفاً وهادراً .. ماحياً في طريقه اكبر الصعاب واشدها
فلم تبقى زاويه في مخيلتي ألأ ومرت فوقها عجلات طابعك
فدور البطوله كان من ادوارنا
فنظرة من عيوننا تكفي لأصلاح مئات الاخطاء
وبسمه من شفتينا تلغي الخصام والجفاء وتعيد الينا حيويتنا
فلا تقل كلمه واحدة ..
ودع صمتك يطول ويطول
وافتح لي افاق فكرك الرحبه
واترك لغه العيون هي الوحيدة السائده
فلا اعظم منها لغه للتخاطب بين أي اثنين
ان اغلى ما ملكت في مسيرتي معك هو تعلمي لغه العيون
ولا تنسى ان الذي ربط بيننا ذات يوم هو اربعه عيون
وأن صمتنا ورحل الكلام من الشفاه وسرق الزمن منا ابجديتنا في الحديث
فاترك عيناك تخبرني عن حالها وستسمع ردها من عيناي
وان فارقنا الدهر فأكيد ستجمع شملنا تلك العيون
تلك العيون ... تلك العيون
No comments:
Post a Comment