Thursday, July 10, 2008

بالقلم الرصاص





وغبت , وغابت عن افكاري الكلمات
ورحلت في دوامه الدنيا دون قرار واستقرار
وهاجت في افكاري التحديات , وسافرت في عروقي الشجون والحنين واللهفه للكلمات.
رحلت عنها وعن كتاباتي وعن اوراقي المتناثرة مثل ورق الخريف الاصفر ,
ابتعدت عنها واعتزلتها ولاحظت حياتي عن بعد منها ...
سارت افكاري في طرق مجهوله وتلاشى النداء وتلاشى الصدى
كنت كلما ابتعد عنها خطوه اجدني مشدود وماخوذ ومسلوب فلا كنت اريد الرحيل ولا كنت اريد الهدى.
كنت في حاله من الشوق والعشق الى غير احد , كنت انوي ان ابني لي على الشمس مقعداً او على احد الكواكب داراً اسكن فيه واريح ذلك الطفل المجهد الذي يقطن جسدي .
كنت اجهش بالبكاء عند أي دمعه رومانسيه او لمسه عاطفيه اراها في التلفزيون وفي صدري مكان فارغ لايسكنه احد , ولايعنيني الموضوع في شيء
العالم من يحيطون بي يرون بريق في عيني وكأن العشق يفيض منها وجفوني متسترة على خفايا حب عتيد .
اصدقائي كانوا ينصهرون في علاقاتهم الغراميه ويكتبون عنها ويتحدثون عنها ويشيدون بأنتصاراتهم وقصصهم الرعناء وكنت اضحك في سري عليهم واستسخف ماكانوا يعيشون به من حماقه يدعونها الحب ,لأن في حقيقه الامر ان الذي يحب لايعرف كيف ان يوصف الحب ولايعرف كيف يكون ولاتوجد عبارات ولا كتابات تصفه والذي يعيش قصه غراميه حقيقه لا يمكن ان يكون طرفاً بها ويتحدث للاخرين عنها وعليها .
هم كانوا يتحدثون وانا كنت ادور في افقي وفلكي الخاص , وعصري وزماني الذي حييت به منذ صغري وعالمي المليء بالشاعريه التي فاضت من جوارحي واسقت جفاف اناس اخرين .
كثيراً درت في مخيلتي وكثيراً رحلت دون مرفئ وكثيراً ما غرقت في امواج الدنيا وكثيراً قابلت وكثيراً ودعت , وبرغم ما حصل ويالسخريه القدر لم اندم على شيء فعلته في حياتي اكثر من ما فعلته مع هؤلاء الناس , قد يكونوا الان في متاهات الدنيا ولكني لست نادماً على رحيلهم عني وعلى سفرهم خارج حدودي ومياهي الاقليميه.
انا كنت اعيش كل دقيقه في حياتي بقصه حب مع من اختارة في الدنيا او مع من اصنعه من مخيلتي واضع له اسم وهويه وتأريخ ميلاد مني ولايكون له بديل او يكون له شبيه في الدنيا,
انا من لاحظت نفسي واعلنت عليها الحرب والحب معاً, عشقت وكنت متيماً من دون حبيبه او معشوقه تسكن خلف قضبان القلب,
كتبت دون ملهمه لي ودون ان تكون هناك امرأه في خيالي افصل في كتاباتي ملامحها اتغزل بلون شعرها وعينيها ,دون ان يكون خصرها هو ملاذي ومتعتي في الكتابه ,
تناثرت وتبعرث دون ان يلمني احد مثل رمال الصحارى , هبت فوق رأسي رياح واقتلعتني من الجذور ولازلت ها هنا اكتب , مزقت وفشلت وطالت طرقي وتشعبت سككي وها انا هنا قد وصلت

ابحرت مراراً ضد التيار ولكني كل مرة كنت ازداد قوه وصلاده , وكنت اتحطم ذات الوقت امام حلمي وطفولتي وفطرتي التي خلقني الله بها .
ارتطمت بأرض الواقع وعرفت حينها انني اعيش حاله من العشق دون ان يكون لي معشوقه وحاله من الحب الى شخص مجهول احوك واغزل اليه الكلمات لتكون سجاده يريح عليها فكره المرهق من عناء الدنيا الزائفه
علمت حينها انني كالفارس الذي دخل معركه دون الجياد ,مثل العصفور الذي تفاجئ بالمطر اثناء الطيران , وقفت وتأملت الموقف فتركت الكتابه
لسنوات طوال ملئت صفحات الذاكرة والدفاتر وارواقي البيضاء الآف الكلمات وبكل الوان الحبر الاسود والاحمر والازرق وكنت اكتب واكتب ولم اكن يوماً افكر انني ربما سيأتي يوم واعيد كتابتها او امحوها من الفكر قبل الورق او اغير في تفاصيلها او اشطب سطر او سطور منها ولكني .........

تبينت انني على خطأ فكل القواعد التي كنت اقف عليها وكل المبادئ التي كنت اتمسك بها قد تغيرت ففكرت بالكتابه بالقلم الرصاص
لعلي يوم اعود لأغير ما كتبه او اشطب ما اعلنت عليه الحد.
من يدري ربما ...؟

الزمن يمضي بنا والوقت السعيد كالوقت التعيس يمضي بنا ان شأنا او ابينا وعقارب الزمن تدور وتدور ,وفي البال مئات الكلمات التي تود الهروب من بعد صمت وكبت دام سنوات عليها.
لست ادري كيف لي ان اجد من يتناسب شكلاً ومضموناً ,كيف لي ان احيا واحب واكتب واعبر عن شيء في داخلي لو سمع او قرأ لا تتبرأ ساحاتي من الاتهامات او اصابع الشك وعلامات السؤال والتعجب.
كيف وانا ما تمنيته لم يأتي لحد الآن ولم التقي به ولو عن طريق الصدفه , كيف وانا اكتب الى المجهول دون ان يكون هناك احد في القلب والجسد كيف والروح من خالقها ولخالقها فقط.

لشخص ما في هذه الدنيا اكتب ,
للمستقبل اكتب,
ربما
الى ابي رحمه الله في جنات الخلد,
الى امي رمز الطبيه والحنان ومنبع اصلي وجوهري الفريد ,
الى حبيبه لم اتعرف عليها لحد الآن ,
الى زوجتي او اطفالي اللذين في رحم الدنيا ساكنون,
الى صديق عزيز وقت الطفوله,
الى اخ من دون امي وابي عشت معه حياة الصدق ورفعت بحضورة عيني امام قرص الشمس,
الى ملهم في الدنيا استعنت به وتعلمت على يديه الخير والعطاء,
الى وطني الحبيب بيتي الآخر وماكان الولادة والممات,
الى كل من احب كلماتي وقرأها وادمعت عيناه من وجعها ,
اليكم جميعاً اكتب
واحترق شوقاً ووجعاً .........

No comments: