روايه ... من سالف الزمان

كان هناك .. في زمن ما .. في عصر ما.... حبيبان
كانا يستيقضان على حب وحنان
ولاينامان الا عندما ياذن لكل منهما ديكان
وكانا من فرط حبهما يعرش العنب ويكبر التين ويحمر من شوقهما الرمان
كنت ارى في حبهما بر السلامه والامان
كنت اراقب خوفهما من بعيد وارتقبه بأمعان
كانا يسلباني الراحه والنسيان
كانت شهور السنه عندهم تنحصر بنيسان
وحيث ما جلسا يطفي على جو المكان
شيء من الفرحه والبهجه وشيء من الاحسان
في زمن انعدمت من جوفه معاني الطيبه وانتزعت من دواخله ,
كلمتي القلب والوجدان
مضت شهور عديدة على معرفتي بهما
حيث كنت اعيش من بعيد معهم احلامهم واذهب معهم الى عالم الهذيان
عالم الشرود .. الهروب.. السوحان
عالم يختصر الحياه والممات قاب قوسان
كانا عندما يلتقيان ...
سلامهم يدوم ساعتان
ووصالهم يعمر بدل الشهر شهران
عشقت حبهم وتمنيت ان املك بد القلب قلبان
وبد العقل عقلان
وصرت اتمسك بعمري بدل المرة مرتان
ماء بارد وشراب عذب يسيل في جسمي وفي الشريان
وكان ياما كان
ساروا في ارض الخير ولحقتهم خراف وغزلان
واحاطت بهم نسائم الورد والريحان
وظللت على رؤسهم غيمتان
احبت الزهور فوح عبيرهم حتى فاح وغطى المكان
تناثر العبير وتخالط برائحه المسك والزعفران
وكان ياما كان
غفوت على صوت همساتهم .. ولست بنعسان
ارتويت من عطش الحب من فيض حبهم ولست بعطشان
زادني الهوى سكراً ولست نادماً لأنني سكران
يا هل ترى كيف لي ان اكون هكذا متيم وحيران ؟
اسئله عديده ارددها و لا من مجيب ولا من راد ,
حتى امتلئت اكداسي وفاضت الاكوان
وقصه حبهم ما اروعها
فاقت المسامع .. وادمعت المدامع ...
ووجهت الى صدري سهام العنفوان
اقسما لبعضهم جهد ايمانهم , واقسما بسورتي الملك والفرقان
على ان يعيشا الى الابد ,ولا ينال منهم انس ولاجان
وكان ياما كان
طويت قصتي ,ووضعتها على صدري .. وكانت نهايتهم
وتمنيت ان اعيش عصرهم عصر الشموع والدوع وغابات البيلسان
وان ارتوي مثلهم بقطرة من فيض الحنان ....