في صباح مشرق جميل .. وشمس شتاء قارص وضياء الشمس الساطعه التي اصرت على الشروق بعد ليله ماطرة , بعد عواصف رعديه لفت صمت المكان بصوتها الراعد القوي .. بعد زخات من مطر ديسمبر الذي غسل الحي والبيوت والاسطح وغسل ذنوب بعض الناس التي ابت ضمائرهم نظافتها .
وانا لازلت في سريري احاول النهوض ولكن نوبه الافلونزا على ما يبدو تحبني كثيراَ فهي معي منذ اول الشتاء متلازمه ولاتريد ان تتركني ..
لست قادراً على ان اقوم من فراشي الوثير الدافئ بأنفاسي الحارة الممزوجه بحمى المرض وليس لدي الرغبه في عمل أي شيء , وبحركه قاسيه مددت يدي لألتقط اول ما صادفته عند استيقاظي واخر ما تركته يداي قبيل النوم , دفتري الحبيب وقلمي الوحيدان اللذان اقربهما مني دون ان اخاف عليهما من العدوى .
اقرب ما لاحت اناملي واخذته بعد ما سهرنا ليله البارحه انا وهم نراجع افكارنا ونعد احلامنا الخائبه وامنياتنا الفاشله وانتصاراتنا المزيفه ,
ففتحنا سجلات طوى الزمان صفحاتها وغاب في صميمها الشعور ورجفه الانامل حينما تمر على الحروف.
منذ ليله البارحه وانا منتظر شيء ما .. حدث ما ربما ينتشلني من حاله المرض وحرارة الجسد والقلب ويرفعني عالياً بعيداً عن كل ما محيط بي الان ولحد هذه اللحظه ولابوادر لذلك.
كيف لي ان اقل اجمل العواطف داخلي ؟
كيف ان اخنق كل لحن جميل يعزف مقطوعه الحب داخل القفص الصدري ؟
كيف وانا لدي مشكله التوحد والتمسك والتشبث بالغيب ؟
ولكن الى متى ستستمر مواصلتي على معتقداتي وطقوسي ؟ الله اعلم
رأسي من شده المه واوجاعه وتفكيره وسهره لا يكاد يؤلمني فحسب بل احسه يريد ان يقتلع من مكانه داخل جمجمتي ...
دوامه كبيره تلك التي وضعت بها نفسي وربما اكون قد كتبت شهادة وفاتي وكبتي بيدي ..
لا غرفتي تسعني وادراجي صارت تحتوي الكم الهائل من قصاصات اوراقي ومذكراتي وخواطري كل من حولي بدأ يرفضني وبدوري انا من رفضت كل من حولي ..
لماذا فعلت كل هذا بأحباء الروح !!!
قبل شهور قليله كان كل شيء بخير والدنيا امامي بخير والناس قبل زمن قصير كانوا بنظري بخير وكنت مؤمن بمضونها كل يوم صباح الخير , فماذا حل بالخير وان ذهب الخير ؟
نور الشمس بدأ يدخل ,بدأ يتسلل كاللص المتخفي مخترق بشعاعه الابيض البراق ستارة غرفتي الصفراء يود ان يخبرني انه ما زال هناك رغم بعده والمسافات الفاصله الهضاب والسهول والتلال لكنه اتى كضيف حبيب لا يتأخر عن زيارتي كل يوم فالنور اضاء ظلمات النفس واضاء زوايه غرفتي بعد ضلام ليله البارحه ,
ايقنت ان نور الشمس ما هو الا مثل الخير قد يزورني ربما بعد زمن ويدخل عنوة داخل الصدر مخترقاً كل الاحشاء كالرصاصه المحكمه التصويب داخل الصدر كاسراً ً بقوته ووحدانيته وتميزه وغرابتةِ كل القيود وكل السلاسل طارقاً بيديه كل ابوابي وشبابيكي فاتحاً ومحرراً فأهلاً بالضيف العزيز القادم من رحم المجهول اتمنى ان تجدني هنا حال عودتك فأنا منتظرك و مستعد وموعد رحيلي قد اقترب فهل سنلتقي عند محطات العمر المتبقي ؟
No comments:
Post a Comment